كم عدد الصحابة المشاركين في فتح مكة؟

كان عدد الصحابة الذين شاركوا في فتح مكة مع النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف، حيث قسّم النبي صلى الله عليه وسلم الجيش الإسلامي إلى عدة فِرَق، وجعل على كل فرقة قائداً من الصحابة، وكان ذلك في شهر رمضان، في السنة الثامنة للهجرة وقد استخلف النبي صلى الله عليه وسلم حينها على المدينة وأهلها أبا ذر الغفاري -رضي الله عنه-،[١] فبعد أن أبلى المسلمون بلاءً حسناً في نشر الإسلام وتعليم الناس أحكامه، كانت إرادة الله -عزّ وجلّ- في إكرام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ومن معه من المسلمين في الدخول إلى مكة فاتحين، حيث كان الدين قد ترسخت قواعده، وامتحن الله قلوب المسلمين للتقوى، فأراد أن يردّ للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والمسلمين شعور العزّة بدخولها غالبيين، فينتزعونها من أيدي مشركي قريش، فيطهرونها من الأوثان، مُعيدين إليها منزلتها الأولى في الأمان والطهارة، حيث كان المسلمون قد عانوا من ظلم قريش، وعداءهم للإسلام وأهله.[٢]


سبب فتح مكة

كان صلح الحديبية السبب المباشر في فتح مكة، حيث تعاهد فيه رسول الله مع قريش على حرّية الاختيار للأفراد والانحياز لأي طرف يرغبون به، والدخول في دينه ومعتقده، فمن أراد أن يدخل في حِلف الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فله ذلك، ومن أراد أن يدخل في حِلف قريشٍ دخل فيه، وأنّ أيّ اعتداءٍ على أيّ قبيلةٍ متحالفةٍ مع أحد الطرفين يُعتبر اعتداءً على الطرف نفسه، فانحازت بنو بكر إلى قريش، وانحازت بنو خزاعة إلى رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-، إلا أن المعاهدة لم تستمر طويلاً، حيث نُقضت المعاهدة من قِبل قريش؛ فقد اقتتلتْ بكر مع خزاعة واعتدَتْ عليها، فساعدت قريش سرًّا بني بَكر بالسلاح؛ كما قاتل رجال من قريش ليلًا مع بني بكر، فذهب بديل بن ورقاء مع بعض رجال بني خزاعة، فجاءوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخبروه بما أُصيبوا منهم، وبمساعدة قريش لبني بكر، وبعدها قرر رسول الله التجهز للغزو، وأمر المسلمين والصحابة الكرام بذلك دون أن يُحدِّد لهم خطة السير، ثمّ أخبر الناس بعد ذلك بأنه ذاهب إلى مكة.[٣]


نتائج فتح مكّة

خرج المسلمون من فتح مكة بمجموعةٍ من النتائج، منها:[٤]

  • ترسيخ الإيمان في قلوب المؤمنين، وذلك بتحقيق وعد الله تعالى لهم، بدخول البيت والطواف فيه، بعد أن كان ممنوعاً بسلطة المشركين، فقد قال الله تعالى: (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّـهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا).[٥]
  • انتقال شرف حماية بيت الله والقيام بخدمته للمسلمين، مما زاد مكانة المسلمين بين العرب.
  • تحرير المستضعفين من أهل مكة من ظلم المشركين واضطهادهم لهم، وإعادة كامل الحقوق لهم.
  • أصبحت مكة بعد فتحها مركز الإيمان في العالم، حتى دخل الناس في الإسلام أفواجاً، فقد قال الله تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ*وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا*فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابً).[٦]

المراجع

  1. "فتح مكة"، إسلام ويب، 30/4/2004، اطّلع عليه بتاريخ 28/9/2021. بتصرّف.
  2. أبي الحسن الندوي، كتاب السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي، صفحة 443. بتصرّف.
  3. د. محمد منير الجنباز (23/2/2017)، مكة/ "كيف تم فتح مكة المكرمة"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 29/9/2021. بتصرّف.
  4. "فوائد من فتح مكة"، إسلام ويب، 11/4/2004، اطّلع عليه بتاريخ 29/9/2021. بتصرّف.
  5. سورة سورة الفتح، آية:27
  6. سورة سورة النصر، آية:1-3