كم عدد غزوات عبد الرحمن بن عوف؟

شهد عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- جميع الغزوات مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،[١] فقد شارك في غزوة بدر، وأحد، وبني النضير، والخندق، وبني المصطلق، وبني قريظة، والحديبية، وخيبر، وحنين، وتبوك، وفتح مكة، وغير ذلك من المشاهد.[٢]


مواقف عبد الرحمن بن عوف في بعض الغزوات


موقفه في غزوة بدر

كان -رضي الله عنه- واقفاً في صفّ الجيش، فنظر عن يمينه وشماله، فإذا هو بين غلامين صغيرين في العمر من الأنصار، فتمنّى -رضي الله عنه- أن يكون بين رجلين أقوى وأشد منهما، فغمزه أحد هذين الغلامين، وسأله إن كان يعرف أبا جهل، فسأله عن السبب؛ فقال أنه يريد قتله لأنه سبّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فغمزه الآخر وقال له نفس الشيء، فتعجّب من قوتهما وشجاعتهما، فلما رأى عبد الرحمن بن عوف أبا جهل أشار إليه ليراه الغلامان، وأخبرهما أنه أبو جهل، فأسرعا إليه، فقاتلاه بسيفهما حتى مات،[٣] وكان هذان الغلامان معاذ بن الجموح، ومعاذ بن عفراء.[٤]


موقفه في غزوة أحد

عُرف -رضي الله عنه- بشجاعته وإقدامه، فقد أبلى بلاء حسناً في الغزوات التي شارك فيها، فكان من الذين ثبتوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد، وجُرح في جسده إحدى وعشرين جراحة، فكانت إحدى هذه الإصابات قد تركت عرجاً دائماً في إحدى ساقيه، فكان يعرج عليها، وسقطت ثنيّتاه، فكان أهتماً؛ أي ثناياه العلوية مكسورة.[٥][٦]


موقفه في غزوة تبوك

صلّى عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- إماماً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في الركعة الثانية من صلاة الفجر في غزوة تبوك، جاء في الحديث الصحيح: (...قالَ: المُغِيرَةُ فأقْبَلْتُ معهُ حتَّى نَجِدُ النَّاسَ قدْ قَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ فَصَلَّى لهمْ فأدْرَكَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ فَصَلَّى مع النَّاسِ الرَّكْعَةَ الآخِرَةَ، فَلَمَّا سَلَّمَ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ قامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُتِمُّ صَلاتَهُ فأفْزَعَ ذلكَ المُسْلِمِينَ فأكْثَرُوا التَّسْبِيحَ فَلَمَّا قَضَى النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلاتَهُ أقْبَلَ عليهم، ثُمَّ قالَ: أحْسَنْتُمْ، أوْ قالَ: قدْ أصَبْتُمْ...).[٧][٨]


موقفه في سرية دومة الجندل

بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قائداً على رأس سرية من سبعمائة رجل إلى بني كلب في دومة الجندل وعقد له -عليه الصلاة والسلام- اللواء بيده، وقال له: "اغز باسم الله وفي سبيل الله، فقاتل من كفر بالله، لا تغل، ولا تغدر، ولا تقتل وليداً"، فمكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام، فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي، وكان رأسهم، وقد كان نصرانياً، وأسلم معه ناسٌ كثيرون من قومه، وكان النبي قد أوصاه أن يتزوج ابنة شريفهم إن فتح الله عليه، فتزوج تماضر بنت الأصبغ، وقدم بها إلى المدينة، وقد أنجبت له ابنه أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.[٩]


المراجع

  1. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 290. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 243-245. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 240. بتصرّف.
  4. "مشهد وبطولة من غزوة بدر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2022. بتصرّف.
  5. ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 475. بتصرّف.
  6. شهاب الدين النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، صفحة 452. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:274، صحيح.
  8. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 565. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 244. بتصرّف.