عبد الله بن عباس

هو أبو العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، ابن عمّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي الهاشمي المكي الأمير -رضي الله عنهوأمه هي أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوجة النبي -صلّى الله عليه وسلم-، ولد بمكة بشعب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنوات، أي أنَّ الرسول توفي وكان عمر ابن عباس ثلاثة عشر سنة، ونشأ في بدء عصر النبوة فلازم النبي -عليه الصلاة والسلام- وحدّث عنه وروى عنه الأحاديث الصحيحة؛ فقد كان معروفًا بفقهه وإمامته في العلم وعمره فقط ثلاثة عشر سنة، وكان عبد الله بن عباس أبيض طويلًا، ووسيمًا صبيح الوجه.[١]


لقب عبد الله ابن عباس

حبر الأمة

كان ابن عباس رضي الله عنه بالرغم من صغر سنّه من أشهر الصحابة المعروفين بالنجابة، وسرعة البديهة، والحفظ، وقوة المناقشة، والمناظرة بكل أدب؛ نظرًا لملازمته للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ولكبار الصحابة كأبي بكر وعمر -رضي الله عنهم-، فقد كان شديد الاهتمام بالعلم والاجتهاد والمثابرة، فيتعلم من الرسول القرآن ويتعلم السنة والحفظ والتفسير،[٢] ودعا له الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، بقوله: (اللَّهمَّ فقِّههُ في الدِّينِ، وعلِّمهُ التَّأويلَ)،[٣] فلُقب "بحبر الأمة" نظرًا لغزارة علمه وفقهه.[٢]


ترجمان القرآن

عُرف عن ابن عباس كذلك أنَّه كان يفسر سور القرآن الكريم آية بآية وحرف بحرف، ولأنَّه عرف بالفطنة وكمال العقل اهتم به عمر بن الخطاب واصطحبه معه في مجالسه بل وقدّمه على الشيوخ في الرأي والمشورة، حتى بعدما مرض عبد الله بن عباس وتخلّف عن المجالس، قال له عمر لمّا زاره: "أَخَلَّ بِنَا مَرَضُكَ، فَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ"،[٤] وفي أحد المجالس اعترض عمر بن الخطاب بعض كبار الصحابة؛ لأنَّهم قارنوا سنهم بسن ابن عباس وخبرتهم في الحياة بخبرة ابن عباس مع أنَّ سنه أصغر منهم، فأراد عمر -رضي الله عنه- أن يثبت لهم لمَ قدّم ابن عباس عن غيره من أقرانه؛ بأن عرض عليهم سورة النصر وطلب منهم تفسيرها فمنهم من فسّرها بطريقة ما ومنهم من لم يستطع تفسيرها، ثمَّ فسرها لهم ابن عباس، وقال عمر: (ما أعْلَمُ مِنْها إلَّا ما تَعْلَمُ[٥][٦] وقد تفرّغ -رضي الله عنه- بالتفسير والعلم زمنًا كافيًا ليلقب بـ"ترجمان القرآن".[٧]


إسلام ابن عباس

انتقل عبد الله بن عباس مع أبويه إلى المدينة المنورة عام فتح مكة أي في العام الثامن من الهجرة، وأسلم قبل أبيه،[٨] وروى البخاري فيه: (سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قالَ: كُنْتُ أنَا وأُمِّي مِنَ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ).[٩]


وفاة ابن عباس

مات عبد الله بن عباس في عام ثمان وستين من الهجرة في الطائف، وكان عمره إحدى وسبعين عامًا، فقد أصيب آخر حياته بالعمى.[٨]


المراجع

  1. إسلام ويب، "عبد الله بن عباس البحر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب إسلام ويب (16/10/2016)، "عبد الله بن عباس رضي الله عنه من أشهر مفسري الصحابة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في شرح الطحاوية، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:214، حديث صحيح.
  4. إسلام ويب (6/5/2012)، "ابن عباس.. قدوة الشباب"، أسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:4430، حديث صحيح.
  6. سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (7/4/2020)، "شرح حديث ابن عباس: كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
  7. أ. رضا جمال (31/7/2019)، "مقتطفات من ترجمة أعلام النبلاء [*"]، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
  8. ^ أ ب الشيخ صلاح نجيب الدق (8/12/2018)، "عبدالله بن عباس رضي الله عنه"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود، الصفحة أو الرقم:4587، (صحيح).