اشتُهر الصحابي الزبير بن العوام -رضي الله عنه- بلقب حواري رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.


لماذا لقب الزبير بن عوام بحواري الرسول؟

يعد الزبير ابن عمّة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث أطلق عليه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هذا اللقب، فقال: (الزبيرُ ابنُ عمَّتِي، وحوارِيِّي مِنْ أُمَّتِي)،[١] ومعنى قوله -عليه الصلاة والسلام- حواري من أمتي أي: ناصري على عدوي ومن ظلمني، وشخص خاص إليّ من أصحابي، حيث كان الزبير -رضي الله عنه- من أقرب صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إليه، وأخلصهم له وأوفاهم به، فقد كان الزبير -رضي الله عنه- من صحابة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- السابقين الأولين، ومن الصحابة العشرة الذين بشرّهم بالجنّة بإذن الله.[٢]


نبذة عن الزبير بن العوام

نسب ومولد الزبير بن العوام

هو الصحابي الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب القرشيّ الأسدي، وأمّه صفية بنت عبد المطلب، وهي عمّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولد الزبير -رضي الله عنه- في عام ثمان وعشرون قبل الهجرة، وقد أسلم وهو في السادسة عشرة من عمره على يد أبي بكرٍ الصديق -رضي الله عنه-، وبعد ذلك تزوّج من ابنته أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما-، وقد أنجب منها في المدينة كلاً من عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-، ثمّ مصعب -رضي الله عنه-، وكان الزبير من الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة فراراً بدينهم، لازم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منذ أن أسلم، إلّا أنَّ عدد الأحاديث التي رواها -رضي الله عنه- قليلة جداً.[٣]


شجاعة الزبير بن العوام

اشتُهر الزبير بن العوام -رضي الله عنه- بشجاعته وإتقانه الفروسية، وبطولته وإقدامه في المعارك على العدو دون وجل، ومن المواقف التي تشهد للزبير -رضي الله عنه- بذلك؛ موقفه ودوره عند خروج المسلمون لفتح مصر، حيث صعب على جيش المسلمين الأمر، وقد استمرّ الحصار سبعة أشهرٍ، حتى اقترب المسلمون من اليأس، وقد بذل الزبير -رضي الله عنه- أقصى جهوده في سبيل الفتح، فأخذ سلماً وأسنده إلى الحصن، وصعد بكل شجاعة وبطولة، وأخبر المسلمين بأن يُجيبوه عند سماعهم تكبيراته، ثمّ رمى بنفسه إلى داخل الحصن، فلم ينتبه جيش الأعداء عليه إلّا وهو بينهم، واستمرّ بالقتال حتى فتح الباب، ودخل المسلمون فكان الفتح.[٤]


استشهاد الزبير بن العوام

استُشهد الزبير بن العوام -رضي الله عنه- وهو يصلي في وادي السباع، حيث جاءه قاتله من خلفه غدراً وهو في صلاته -رضي الله عنه-، وكان اسمه ابن جرموز، فقتله، وبعد أن انتهى أسرع ابن جرموز إلى عليّ -كرّم الله وجهه- واضعاً السيف الذي قُتل به الزبير -رضي الله عنه- بين يديه، فغضب عليّ من ذلك وصاح قائلاً: بشّر قاتل ابن صفية بالنار، ثمّ أخذ سيف الزبير -رحمه الله تعالى-، وقال: "سيفٌ طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله".[٥]


المراجع

  1. رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:3583، حديث صحيح.
  2. "المقصود بحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، 3/3/2010، اطّلع عليه بتاريخ 22/7/2021. بتصرّف.
  3. "الزبير بن العوام"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 22/7/2021. بتصرّف.
  4. د. أمين بن عبدالله الشقاوي (5/10/2011)، "سيرة الزبير بن العوام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/7/2021. بتصرّف.
  5. الدعاة/الزبيـر بن العوام.. حواري الرسول /i659&p34 " الزبيـر بن العوام.. حواري الرسول"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 22/7/2021. بتصرّف.