معلومات عن شخصية عبدالله بن أبي قحافة

عبد الله بن أبي قحافة هو الصّحابيّ الجليل أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه-، وفيما يأتي أبرز ما يمكن الإشارة إليه من معلومات حول سيرته الشّخصية:

  • اسمه: عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي.[١] سمَّاه النبي -عليه الصلاة والسلام- عبد الله، وكان يُسمَّى بالجاهليَّة بعبد الكعبة، ويلتقي نسب أبو بكر الصّديق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجدِّ السَّادس مرَّة بن كعب.[٢]
  • ولادته وصفته: ولد أبو بكر الصّديق بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وكان أبيض الوجه نحيف الجسم خفيف العارضين، وكان ناتئ الجبهة، ويخضّب شعره بالحنّاء والكَتَم.[٣]
  • أسرته: تزوّج أبو بكر -رضي الله عنه- في حياته أربع نساء، وهنّ: قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر بن مالك، تزوّجها وطلقها في الجاهلية، ولم تجزم كتب السّيرة والتّاريخ بإسلامها، وأنجبت له عبد الله وأسماء -رضي الله عنهما-، وتزوّج بأم رومان بنت عامر بن عويمر من بني كنانة بن خزيمة، وأسلمتْ وهاجرت إلى المدينة، وأنجبت له عبد الرحمن وعائشة -رضي الله عنهما-، وتزوّج من أسماء بنت عُمَيس بن معبد بن الحارث بعد استشهاد زوجها جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- في غزوة مؤتة، وأنجبت له محمداً -رضي الله عنه-، ثمّ تزوّج من حبيبة بنت خارجة بن زيد الخزرجية الأنصارية، وأنجبت له أم كلثوم بعد وفاته.[٤]


مواقف عبد الله بن أبي قحافة في عهد النبي الكريم

يضيق المقام في الحديث عنه وعن مآثره وفضائله وحُسنِ صحبته للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ويصعب اختصار سيرته المباركة بهذا المقال، ولكن فيما يأتي أبرز ما يمكن الإشارة إليه:[٥]

  • كان أوّل من أسلم من الرّجال؛ وقد أسلم دون تردّد، وعمر الإيمان قلبه بدعوة التّوحيد.
  • أسلم على يديه عدد من الصّحابة الكرام مع بدايات البعثة النبوية، مثل: عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم -رضي الله عنهم أجمعين-.
  • كان في نصرة المستضعفين من السّابقين للإسلام؛ فقد أعتق بماله سبعة منهم تخليصاً لهم من التعذيب والاضطهاد، مثل: بلال بن رباح وعامر بن فهيرة -رضي الله عنهم.
  • واجه المشكّكين في خبر الإسراء والمعراج؛ فصدّق النبي -صلى الله عليه وسلم-، تقول عائشة -رضي الله عنها-: (لمَّا أُسْريَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المَسجِدِ الأقْصى أصبَحَ يَتحدَّثُ النَّاسُ بذلك، فارتَدَّ ناسٌ ممَّن كانوا آمَنوا به وصَدَّقوه، وسعَوْا بذلك إلى أبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فقالوا: هل لكَ إلى صاحِبِكَ يَزعُمُ أنَّه أُسْريَ به اللَّيلةَ إلى بَيتِ المَقدِسِ، قالَ: أو قالَ ذلك؟ قالوا: نعمْ، قالَ: لَئنْ كانَ قالَ ذلك لقد صدَقَ، قالوا: وتُصدِّقُه أنَّه ذهَبَ اللَّيلةَ إلى بَيتِ المَقدِسِ وجاءَ قبلَ أنْ يُصبِحَ؟ قالَ: نعمْ، إنِّي لأُصدِّقُه فيما هو أبعَدُ من ذلك، أُصدِّقُه بخَبرِ السَّماءِ في غَدْوةٍ أو رَوْحةٍ؛ فلذلك سُمِّيَ أبو بَكرٍ الصِّدِّيقَ).[٦]
  • اختاره النبي -صلى الله عليه وسلم- ليكون رفيقه في رحلة الهجرة؛ فكان نعم الرفيق والصاحب، وفيه أُنزل قول الله -تعالى-: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).[٧]


مواقف عبد الله بن أبي قحافة في خلافته

شهدت خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- مواقف جليلة وكثيرة سجّلتها كتب التاريخ؛ فمنذ اللحظة الأولى التي مات فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- أكرمه الله -تعالى- بالصبر ورباطة الجأش؛ فهدّأ من روع الصحابة الكرام، وذكّرهم بقول الله -تعالى-: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)،[٨] أضف إلى ذلك ما يأتي:[٥]

  • أجمع المسلمون على بيعته كأوّل خليفة للمسلمين بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • استعجل إرسال بعث أسامة -رضي الله عنه- لغزو الرّوم، حيث كان النبي الكريم قد جهّزه قبل وفاته.
  • سارع إلى حرب المرتدّين ومانعي الزكاة، ولم تأخذه بالله لومة لائم؛ فأرسل الجيوش وقضى على فتنتهم.
  • شهد عهده المبارك جمع القرآن الكريم؛ حيث شهدت حروب المرتدين استشهاد عدد من حفّاظ القرآن الكريم من الصحابة، وكلّف لهذه المهمّة زيد بن ثابت -رضي الله عنه- وجرتْ أمور جمع القرآن في مصحف واحد بدقّة كبيرة ومتابعة حثيثة من أبي بكر الصديق، وكان هذا من أجلّ الأعمال التي قام بها.


ويبقى هذا غيض من فيض جهود وفضائل أبي بكر المباركة في خدمة الإسلام ونصرة المسلمين، تلك الجهود التي انطلقت منذ لحظة دخوله في الإسلام وحتى وفاته وهو ابن ثلاث وستين سنة في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاثة عشر للهجرة، رضي الله عن أبي بكر الصّديق، وجزاه عن المسلمين خير الجزاء.

المراجع

  1. محمد رضا، أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين، صفحة 7. بتصرّف.
  2. محمد سهيل طقوش، تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية، صفحة 13. بتصرّف.
  3. عبد الرحمن السحيم، "سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2023. بتصرّف.
  4. علي الصلابي (23/7/2019)، "أبو بكر الصديق - أولاً: اسمه ونسبه وكنيته وألقابه"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2023. بتصرّف.
  5. ^ أ ب فريق الموقع، "أبو بكر الصديق رقة بغير ضعف"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2023. بتصرّف.
  6. رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:4461 ، صحيح الإسناد.
  7. سورة التوبة، آية:40
  8. سورة آل عمران، آية:144