من هو طلحة بن عبيدالله؟

نسب طلحة بن عبيدالله

هو الصحابي الجليل أبو محمد طلحة بن عُبيدالله بن عثمان التيمي القرشي، وأمّه هي: الصعبة بنت عبدالله الحضرميّة، كان -رضي الله عنه- من السابقين الأوّلين في الإسلام، فأسلم على يدي أبي بكرٍ الصدّيق، كما أنّه أحد العشرة المبشّرين بالجنّة، وقد آخى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بينه وبين الزّبير بن العوّام في مكّة قبل الهجرة، وآخى بينه وبين أبي أيوب الأنصاريّ في المدينة، ولُقّب طلحة بطلحة الخير وطلحة الفيّاض وطلحة الجود؛ لشدّة كرمه، وقد شارك مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في كلّ الغزوات إلّا غزوة بدر؛ إذ كان النبيّ -عليه السلام- قد أرسله مع سعيد بن زيد ليأتياه بأخبار المشركين.[١]


إسلام طلحة بن عبيدالله

كان طلحة بن عُبيدالله تاجراً كثير السفر والترحال، وفي إحدى رحلاته وهو في سوق بصرى سَمِع راهباً يتحدّث عن ظهور أحمد في مكّة، فأخبره طلحة بأنّه من أهل مكة ولكنّه لا يعرف مَن هو أحمد، فأجابه الراهب بأنّه ابن عبدالله بن عبدالمطّلب آخر الأنبياء، وأوصاه بأن يتّبعه، فرجع طلحة إلى مكّة وسأل أهلها عمّا سَمِع من الراهب، فأخبروه أنّ محمّداً بن عبدالله يدّعي النبوة، فذهب طلحة إلى أبي بكرٍ وأخبره بأمر الراهب فتأكّد من الخبر، فأخذه أبو بكرٍ إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فأعلن إسلامه.[٢]


صفات طلحة بن عبيدالله الخَلْقية

كان طلحة بن عُبيدالله -رضي الله عنه- ذا بشرةٍ بيضاء مائلةٍ إلى الحُمرة، وذا شعرٍ كثيفٍ متوسّط الملمس بين النعومة والخشونة، وذا وجهٍ جميلٍ، وكان -رضي الله عنه- متوسّط الطول أقرب إلى القِصَرِ، وكان واسع الصدر، عريض الأكتاف.[٣]


صفات طلحة بن عبيدالله الخُلُقية

1- الصبر والثبات على الحق

كان طلحة بن عُبيدالله -رضي الله عنه- ممّن صبر وثبت على الحقّ رغم أنّه عُذِّبَ في سبيل الله عذاباً شديداً، فكان إيمانه راسخاً رسوخ الجبال، فقد قيّدوه أهله فربطوا يديه إلى عنقه وضربوه وشتموه أمام الناس ليرجع عن الإسلام إلّا أنّه لم يفعل، وقيّده أيضاً نوفل بن خويلد الملّقب بأسد قريش مع أبي بكرٍ الصديق بحبلٍ واحدٍ وعذّبهما وسلّط السفهاء عليهما، إلّا أنّهما ثبتا على دِين الإسلام، فأُطلق على طلحة وأبو بكر -رضي الله عنهما- القرينَين بعد تلك الحادثة.[٤]


2- الشجاعة والتضحية

اشتُهر طلحة بن عُبيدالله -رضي الله عنه- بشجاعته وتضحيته، فكانت له العديد من المواقف البطولية العظيمة، منها: حمايته لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوم أُحد وفدائه، فقد جعل من جسده درعاً يحمي به الرسول من ضربات المشركين بعد فرار المسلمين من أرض المعركة، فأُصيب -رضي الله عنه- ببضعٍ وسبعين جرحاً في جسده.[٥]


3- الجود والكرم

كان طلحة -رضي الله عنه- مضرب المثل في الجود والكرم والسخاء وحب الإنفاق والعطاء، ومن الشواهد العظيمة على ذلك ما ورد أنه ربح مبلغاً كبيراً من المال من تجارته في حضرموت، وقُدّر بسبعمئة ألف درهمٍ، فلم يستطع النوم في تلك الليلة، وعندما سألته زوجته عن السبب أجابها بأنّه يخاف من سؤال الله -تعالى- له عن ذلك المال، وعن حقّ الفقراء والمحتاجين فيه، فأشارت عليه بأن يوزّعه على الفقراء والمحتاجين، فلمّا أصبح في اليوم التالي عَمِل بمشورة زوجته فأنفق المال كلّه في سبيل الله.[٦]


مناقب طلحة بن عبيدالله

عُرف طلحة بن عُبيدالله -رضي الله عنه- بالعديد من المناقب والفضائل التي يُذكر منها:[٧]

  • وجوب الجنة له بشهادة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعدما طأطأ له طُلحة ليصعد على ظهره ويصل إلى الصخرة العالية مبتعداً عن هجمات المشركين يوم أُحد، كما ورد في الحديث: (كانَ علَى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ أُحُدٍ دِرعانِ، فنَهضَ إلى الصَّخرةِ فلم يستطِعْ فأقعدَ تحتَه طَلحةَ، ثم نهض حتَّى استوى على الصَّخرةِ، فسمعتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، يقولُ: أوجبَ طلحَةُ).[٨]
  • رضا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عنه قبل وفاته، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عمرو بن ميمون: (تُوُفِّيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو عنْهمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا، وعُثْمَانَ، والزُّبَيْرَ، وطَلْحَةَ، وسَعْدًا، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ).[٩]
  • إخبار النبي -صلّى الله عليه وسلّم- له بأنّه سيموت شهيداً، وقد تحقّق ذلك الخبر، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (اثبُت حِراءُ، فما علَيكَ إلَّا نبيٌّ، أو صدِّيقٌ، أو شَهيدٌ وعدَّهم رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أبو بَكْرٍ، وعمرُ، وعثمانُ، وعليٌّ، وطَلحةُ، والزُّبَيْرُ، وسَعدٌ، وابنُ عوفٍ، وسعيدُ بنُ زيدٍ).[١٠]
  • فداؤه للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بنفسه، واستبساله في الدفاع عنه بكلّ ما يملك من قوةٍ، واستعداده للموت في سبيل الله -تعالى- بكلّ شجاعةٍ وإقدامٍ، وشهادة الصحابة له بذلك، جاء في الحديث: (رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلَّاءَ وقَى بهَا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ أُحُدٍ).[١١]


المراجع

  1. ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 84. بتصرّف.
  2. البيهقي، دلائل النبوة، صفحة 27-28. بتصرّف.
  3. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 19. بتصرّف.
  4. عبد الرحمن الباشا، صور من حياة الصحابة، صفحة 474. بتصرّف.
  5. عبد الرحمن الباشا، صور من حياة الصحابة، صفحة 476. بتصرّف.
  6. عبد الرحمن الباشا، صور من حياة الصحابة، صفحة 477. بتصرّف.
  7. الموسوعة العقدية، [https://dorar.net/aqadia/3732/
    أولا:-فضل-طلحة-بن-عبيد-الله-رضي-الله-عنه "فضل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه"]، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 17/8/2021. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن الزبير بن العوام، الصفحة أو الرقم:3738، حسن.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمرو بن ميمون، الصفحة أو الرقم:3700، حديث صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن سعيد بن زيد، الصفحة أو الرقم:111، حديث صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن قيس بن أبي حازم، الصفحة أو الرقم:4063، حديث صحيح.