عبد الملك بن مروان واحد من أبرز الخلفاء الأمويين، ويعتبر المؤسس الثاني للدولة الأموية، وهو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، ويكنى بأبي الوليد الأموي، ولد في المدينة سنة 26 للهجرة، نشأ فيها في عهد عثمان بن عفان، حيث شهد مقتله وهو في سن العاشرة، وتعلم عبد الملك بن مروان علوم الدين في المدينة، حيث سمع الأحاديث عن عثمان، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وأم سلمة، ومعاوية، وابن عمر، كما روى عنه خالد بن معدان والزهري، وربيعة بن زيد وآخرون، وتجدر الإشارة إلى أن عبد الملك بن مروان انقلبت حياته وشخصيته بعد الخلافة، إذ كان قبلها فقيهًا عابدًا زاهدًا، وبعد الخلافة دخل في نزاعات على المُلك في فتنة بينه وبين عبد الله بن الزبير وأخيه، وخلال هذا المقال سنذكر نبذة عبد الملك بن مروان قبل الخلافة وبعدها.[١]
نبذة عن عبد الملك بن مروان قبل الخلافة
روي عن عبد الملك بن مروان في كتب التاريخ أنه كان من أفقه الناس وأكثرهم قراءة لكتاب الله في زمنه، كما عرف عنه قبل أن يولى الحكم أنه كان عابدًا زاهدًا، ومما قيل عنه أنه كان أول من صلى نافلة ما بين الظهر والعصر، وذكر الأعمش عن أبي الزناد أنه في المدينة كان أربعة فقهاء منهم عبد الملك بن مروان، كما قال الشعبي أنه ما جالس أحدًا إلا وجد له الفضل عليه، أي أنه أفضل منه، إلا عبد الملك بن مروان، إذ لم يحدثه حديثًا ولا شعرًا إلا زاده فيه.[١][٢]
كان مروان بن الحكم واليًا ونائبًا لمعاوية في المدينة، حتى وقعة الحرة التي استولى فيها عبد الله بن الزبير على حكم الحجاز، وطرد منها بني أمية إلى الشام، فانطلق عبد الملك بن مروان مع والده إلى الشام، ولما تولى مروان بن الحكم أمر بلاد الشام لم يمكث فيها إلى تسعة أشهر قبل أن ينقل الولاية لولده عبد الملك، ومن هنا بدأ حكم عبد الملك تحت راية الأمويين في زمن كانت الدولة الإسلامية مقسمة ما بين الأمويين وابن الزبير.[١][٢]
نبذة عن عبد الملك بن مروان بعد الخلافة
روي أن عبد الملك بن مروان لما أوكل إليه الحكم كان جالسًا وبين يديه مصحفًا، فأطبقه وقال: هذا فراق بيني وبينك، أو قال: هذا آخر العهد منك، وتجدر الإشارة أن عبد الملك عرف في حزمه وفطنته وقدرته على سياسة الرعية في أمور الدنيا، وكذلك عرف عنه إقدامه على سفك الدماء، حيث كان من عُماله أشهر من سفك الدماء في تاريخ المسلمين وهو الحجاج، وقد تجلى ذلك في مقاتلة أبناء الزبير، إذ سار عبد الملك مع جيشه إلى العراق حيث كان مصعب بن الزبير، وقد تغلب عليه، وبعد أن قتل وضع رأسه بين يديه، وكان مصعب بن الزبير من أحب الناس وأعزهم على عبد الملك بن مروان.[٣][٢]
بعد مقتل مصعب بن الزبير أصبح عبد الملك حاكمًا على مصر والشام والعراق، وكانت الحجاز تحت حكم عبد الله بن الزبير حتى عام 53 للهجرة حيث قتل على يد الحجاج الذي كان عاملًا عند عبد الملك، وبعدها استقامت الخلافة لعبد الملك بن مروان في كل بلاد المسلمين حتى وفاته عام 86 للهجرة، على الرغم من أن خلافة عبد الملك بن مروان شابتها الفتنة، وسفك الدماء والحزم، إلا أنه كان له إنجازات لا يمكن إنكارها ساعدت في تقوية دولة المسلمين، إذ تم في عهده، تعريب الدواوين والخراج، وصك عملة إسلامية موحدة الوزن لأول مرة وهي الدينار، وفتح شمال أفريقيا، وقام بتنقيط حروف القرآن، واهتم بالمفكرين والعلماء، وغيرها من الإنجازات.[٣][٢]
المراجع
- ^ أ ب ت "البداية والنهاية - عبد الملك بن مروان والد الخلفاء الأمويين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 30/10/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "سير أعلام النبلاء - عبد الملك بن مروان"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 30/10/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب "خلافة عبد الملك بن مروان"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 30/10/2023. بتصرّف.