هو ثالث الخلفاء الراشدين، الصحابي الجليل عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّ الأموي، يجتمع مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في عبد مناف، والدته هي ابنة عمّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ؛ أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، ولد -رضي الله عنه- في مدينة الطائف عام خمسمائة وست وسبعين ميلادياً، أي بعد الفيل بست سنوات على الرأي الأرجح، كان لعثمان كنيتين؛ أبا عبد الله، وأبا عمرو، وابنه عبد الله هو من رقية ابنة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد عُرِف -رضي الله عنه- بلقب ذي النوريين؛ وذلك لأنّه تزوّج من ابنتي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- رقية، وأم كلثوم، ولا يُعرف أحد تزوّج من ابنتيّ نبيٍّ غيره -رضي الله عنه-، وقد تزوّج عثمان من تسع زوجات، وله منهن تسعةً من الذكور، وسبعاً من الإناث.[١]


بعض الآيات التي نزلت في عثمان بن عفان

كان لعثمان -رضي الله عنه- مكانة رفيعة، ومنزلة خاصّة في الإسلام، حيث نزلت فيه -رضي الله عنه- عدّة آياتٍ قرآنيّة، وفيما يلي ذكر بعضها:[٢]


الآية الأولى

قول الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}،[٣] فقد ذُكر عن ابن عباس أنّ هذه الآية نزلت عندما أسلم أبو بكرٍ الصديق- رضي الله عنه- وصدّق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فجاء كلاً من عثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير، وسعيد بن زيد، وسعد بن أبي وقاص، فسألوه عن الإسلام، فأخبرهم أبو بكر عنه، حتى أسلموا، فنزلت فيهم.


الآية الثانية

قول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى* وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى}،[٤] ذكر ابن عباس -رحمه الله- وغيره أنّها نزلت في عثمان، فقال: " كان يتصّدق وينفق في الخير، فقال له أخوه من الرضاعة؛ عبد الله بن أبي سرحٍ: ما هذا الذي تصنع؟ يوشك أن لا يبقى لك شيء، فقال عثمان: إنّ لي ذنوباً وخطايا، وإنّي أطلب بما أصنع رضا الله سبحانه وتعالى عليّ، وأرجو عفوه، فقال له عبد الله: أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمّل عنك ذنوبك كلّهَا، فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن بعض ما كان يصنع من الصدقة، فأنزل الله تعالى الآية، فعاد عثمان إلى أحسن ذلك وأجمله".


الآية الثالثة

قول الله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}،[٥]: قيل أنّها نزلت في عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، فقد ذكر عبد الرحمن بن سمرة ذلك فقال: "جاء عثمان بألف دينار في جيش العسرة، فصبّها في حجر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فرأيته يدخل يده فيها ويقلبها، ويقول: ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم، اللهم لا تنس هذا اليوم لعثمان".[٦]


المراجع

  1. محمد رضا، عثمان بن عفان ذو النورين، صفحة 11-17. بتصرّف.
  2. النزول/- قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} الْآيَةَ (13):/i30&d885034&c&p1 "أسباب النزول"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 28/10/2021. بتصرّف.
  3. سورة سورة الزمر، آية:17-18
  4. سورة سورة النجم، آية:33-34
  5. سورة سورة البقرة، آية:262
  6. "القول في تأويل قوله ( الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 28/10/2021. بتصرّف.