نسب عثمان بن عفان

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر العدوي القرشي، وأمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وهي ابنة عمة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فأمّها أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم، وكان -رضي الله عنه- قد وُلد في مكة المكرمة بعد ست سنوات من عام الفيل، وكان يُكنّى بأبي عمرو في الجاهلية وبعد إسلامه وزواجه من رقية بنت رسول الله وقد أنجبت له عبد الله أصبح يُكنّى بأبي عبد الله، أمّا لقبه فكان ذي النورين وذلك لأنّه بعد وفاة زوجته رقية -رضي الله عنها- تزوج بأختها أم كلثوم -رضي الله عنها-، والزواج من ابنتي نبي شرفٌ عظيمٌ لم يحظى به أحد سواه -رضي الله عنه-،[١] وقيل أنّه لُقِّب بذلك لكونه -رضي الله عنه- كان مُكثراً من تلاوة القرآن الكريم وقيام الليل وكل منهما نور للمؤمن.[٢]


صفات عثمان بن عفان

صفاته الخَلقية

كان -رضي الله عنه- جميل الوجه، أبيض اللون وهو الراجح وقيل أسمر، كثيف شعر اللحية والرأس، أجعد الشعر ليس مسترسلاً ناعماً، طويل الذراعين، ضخم الساقين، أقنى الأنف أي طويل الأنف، عريض ما بين منكبيه، مربوع القامة ليس بالطويل ولا بالقصير، وكان -رضي الله عنه- يُصفِّر لون لحيته، ويشدّ أسنانه ويحشوها بالذهب.[٣][٤]


صفاته الخُلقية

كان -رضي الله عنه- يتحلّى بالعديد من مكارم الأخلاق ومنها: حبّ العلم والتعليم، والعدل، والتواضع، والصدق، والصبر، والشجاعة، والحلم والعفو، والسماحة واللين، وعلوّ الهمّة، إلّا أنّ أكثر ما اشتُهر به الجود والكرم، والحياء،[٥] وقد شهد له رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بصدق حيائه حيث قال: (أرْأَف أمتي بأمتي أبو بكرٍ ، وأشدُّهم في دينِ اللهِ عمرَ ، وأصدقُهم حياءً عثمانُ)،[٦] ومن صور حياء عثمان -رضي الله عنه- ما يأتي:[٧]

  • قوله -رضي الله عنه- عن نفسه: "ما تغنّيت ولا تمنّيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولا شربت الخمر في جاهلية ولا إسلام، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام".
  • ما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنّ أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- كانا قد استأذنا في الدخول على رسول الله وهو مضطجع على فراشه وعليه مرط أي رداء من صوف أو كتان، فأذن لهما دون أن يُعدّل جلسته، ثمّ جاءه عثمان واستأذن في الدخول، فعمد رسول الله إلى ترك اضطجاعه وعدّل من جلسته فسألته -رضي الله عنها- عن ذلك فقالت: (يا رَسولَ اللهِ، مَالِي لَمْ أَرَكَ فَزِعْتَ لأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، كما فَزِعْتَ لِعُثْمَانَ؟ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وإنِّي خَشِيتُ، إنْ أَذِنْتُ له علَى تِلكَ الحَالِ، أَنْ لا يَبْلُغَ إلَيَّ في حَاجَتِهِ).[٨]


كرم عثمان بن عفان

أُشير مسبقا إلى أنّ الكرم والجود من أكثر ما اشتُهر به عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وهناك العديد من المواقف التي تُظهر ذلك ومنها ما يأتي:[٩]

  • تجهيز جيش العسرة: حيث جهّز -رضي الله عنه- ثلث الجيش في غزوة تبوك، فأمدّه بتسعمائة وخمسين بعيراً، وخمسين فرساً، وتصدق بألف دينار وجعلها بين يدي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال -عليه الصلاة والسلام-: (ما ضرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ مرَّتينِ).[١٠]
  • شراء بئر رومة: بادر-رضي الله عنه- بشراء هذه البئر من صاحبها اليهودي بعشرين ألف درهم بعدما حثّ رسول الله على شرائها لكي يتسنّى للمسلمين الشرب منها، فاشتراها عثمان وتصدّق بها كلها.
  • توسعة المسجد النبوي: سارع -رضي الله عنه- بالاستجابة لدعوة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بشراء قطعة أرض قريبة من المسجد بغية توسعته، فنال -رضي الله عنه- شرف التوسعة الأولى للمسجد النبوي.[١١]
  • عتق الرقاب: كان -رضي الله عنه- يعمد إلى عتق رقبة في كل جمعة منذ أن أسلم، فكان عدد الرقاب التي أعتقها ألفين وأربعمائة رقبة.[١٢]


المراجع

  1. "عثمان بن عفان"، قصة اسلام، 21-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2021. بتصرّف.
  2. علي الصلابي، سيرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، صفحة 13-14. بتصرّف.
  3. علي الصلابي، سيرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، صفحة 14. بتصرّف.
  4. محمد رضا، عثمان بن عفان ذو النورين، صفحة 20. بتصرّف.
  5. علي الصلابي، سيرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، صفحة 89-99. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:868 ، صحيح.
  7. "الحياء والتواضع عند عثمان"، قصة اسلام، 21-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 17-10-2021. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة وعثمان، الصفحة أو الرقم:2402 ، صحيح.
  9. محمد حامد محمد، سيرة ومناقب عثمان بن عفان، صفحة 16-17. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالرحمن بن سمرة، الصفحة أو الرقم:3701 ، حسن.
  11. محمد عويضة، فصل الحطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 492. بتصرّف.
  12. محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق و الآداب، صفحة 496. بتصرّف.