من هو عبد الرحمن بن عوف؟

هو الصحابي عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب، والدته الشفاء بنت عوف بن كلاب، كان اسمه -رضي الله عنه- قبل الإسلام عبد عمرو، حتى أسلم فسمّاه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- باسم عبد الرحمن،[١] ولد -رضي الله عنه- بعد عشر سنوات من عام الفيل، وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، حيث كان من أول ثمانية إسلاماً قبل دخول المسلمين دار الأرقم، وقد أسلم -رضي الله عنه- على يد أبو بكر الصديق، وكان قد آخى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بينه وبين سعد بن الربيع والذي كان أحد النقباء، توفي عبد الرحمن عن عمر يناهز خمسًا وسبعين عاماً في المدينة المنورة في العام الثاني والثلاثين وقيل الثالث والثلاثين وصلّى عليه عثمان بن عفان وقيل الزبير بن العوام -رضي الله عنهم أجمعين-، وقد دُفن بالبقيع بعد أن خلّف بعده ثروةً عظيمة من المال والذهب -رحمه الله تعالى-.[٢]


ما هي صفات عبد الرحمن بن عوف؟

الصفات الخَلقية

كان الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف يمتاز بصفات شكليّة واضحة، وفيما يأتي ذكر بعضها:[٣]

  • كان عبد الرحمن بن عوف أعرج، حيث أصيب في معركة أحد بإصابات عديدة، وكان كثير منها في رجله.
  • أهتم؛ أي مكسور الثنايا العلوية من جذورها، وكان ذلك في معركة أحد.
  • أعسر؛ أي يستخدم يده اليسرى في شؤون حياته أكثر من يده اليمنى.
  • أبيض اللون لم يتغيّر لونه طيلة حياته.
  • أبيض البشرة، في وجهه حمرة.
  • طويل النابين في فكه الأعلى.
  • واسع العينين، طويل الرمش.
  • عريض المنكبين.
  • طويل العنق.
  • طويل القامة.
  • ناعم البشرة.


الصفات الخُلقية

اتَّصف الصحابي عبد الرحمن بالعديد من المميّزات الخُلقية الحميدة، وفيما يأتي ذكر بعضها:

  • الخشية والخوف من الله تعالى: كان عبد الرحمن بن عوف من الصحابة الأثرياء والتجّار الأغنياء، إلّا أنّه كان شديد الحرص على ألّا يُفتن أو يكون هذا المال من تعجيل الله تعالى له من ثوابٍ في الدنيا، فعن إبراهيم -رضي الله عنه- يروي عن أبيه أنَّه: (أُتِيَ بطَعَامٍ وكانَ صَائِمًا، فَقالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ وهو خَيْرٌ مِنِّي، كُفِّنَ في بُرْدَةٍ، إنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ، بَدَتْ رِجْلَاهُ، وإنْ غُطِّيَ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ - وأُرَاهُ قالَ: وقُتِلَ حَمْزَةُ وهو خَيْرٌ مِنِّي - ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا ما بُسِطَ - أَوْ قالَ: أُعْطِينَا مِنَ الدُّنْيَا ما أُعْطِينَا - وقدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ).[٤][٥]
  • الزهد في الإمارة على المسلمين: فقد روي أنَّ سعداً بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أرسل إلى عبد الرحمن رجلاً، وهو قائم يخطب أن ارفع رأسك إلى أمر الناس؛ وكان يقصد بذلك أن ادع إلى نفسك، فقال عبد الرحمن: "ثكلتك أمك، إنَّه لن يلي هذا الأمر أحد بعد عمر إلّا لامه الناس"، وفي موقف آخر عندما أرسل عثمان إلى عبد الرحمن يخبره بأنَّ الخلافة له من بعده، فقام بين القبر والمنبر، ودعا الله تعالى فقال: "اللهم إن كان من تولية عثمان إياي هذا الأمر فأمتني قبله"، فلم يبقى بعدها -رضي الله عنه- إلّا ستة أشهر حتى توفي.[٦]
  • التواضع: عُرف عنه -رضي الله عنه- شدّة التواضع، حتى قيل فيه أنَّه كان لا يُعرف من بين خدمه من شدة تواضعه -رضي الله عنه-.[٧]
  • المهارة في التجارة: اشتهر -رضي الله عنه- بتوفيقه بالتجارة، فكان من أمهر تجار زمانه وأحنكهم، حتى قال عن نفسه ذات مرّة: "لقد رأيتني لو رفعت حجراً لوجدت تحته فضة وذهباً".[٧]
  • الإنفاق في سبيل الله تعالى: فقد كان -رضي الله عنه- شديد الحرص على إنفاق ماله في سبيل الله تعالى، كما روت عائشة -رضي الله عنها- ذلك فقالت: (أنَّ عبدَ الرحمنِ بنَ عَوفٍ باعَ أرضًا له من عُثمانَ بنِ عفَّانَ بأربعينَ ألفِ دينارٍ، فقسَّمَ في فُقراءِ بَني زُهرةَ، وفي ذي الحاجةِ منَ الناسِ، وفي أُمَّهاتِ المُؤمِنينَ، قال المِسوَرُ: فدخَلْتُ على عائشةَ بنَصيبِها من ذلك، فقالت: مَن أرسَلَ بهذا؟ قُلْتُ: عبدُ الرحمنِ بنُ عَوفٍ، فقالت: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: لا يَحِنُّ عليكُنَّ بَعْدي إلَّا الصابِرونَ، سَقى اللهُ ابنَ عَوفٍ من سَلسَبيلِ الجَنَّةِ).[٨][٧]
  • صلة الأرحام: كان -رضي الله عنه- يخصّ نساء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالنفقة برّاً بهنَّ، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت بعدما أرسل إليها عبد الرحمن أموالً وقد كان باع شيئاً بأربعين ألف وقسّمه بين أمهات المؤمنين، وقد بعث بالمال إليها، فقال: (سمِعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ لا يحنو عليكُنَّ بعدي إلا الصابِرونَ سقى اللهُ ابنَ عوفٍ سَلسبيلَ الجنةِ).[٩][٢]


المراجع

  1. ابن سعد، كتاب الطبقات الكبرى، صفحة 124. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عباس توفيق (11/7/2017)، "عبد الرحمن بن عوف"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021. بتصرّف.
  3. محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 565. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، الصفحة أو الرقم:1275، حديث صحيح.
  5. علي الطنطاي، عبد الرحمن بن عوف، صفحة 18-19. بتصرّف.
  6. محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 571. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 569. بتصرّف.
  8. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:25032، حديث حسن.
  9. رواه السخاوي، في الأجوبة المرضية، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:584، حديث ثابت.