ما هي مهنة عبد الرحمن بن عوف؟

عمل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- في مهنة التجارة، فقد كان تاجراً محظوظاً موفقاً في تجارته، وكسب من تجارته المال الكثير، والثروة الكبيرة، حيث كان ماهراً في التجارة، ومن أحنك التجار في زمانه، حتى إنه قال ذات مرة: " لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضةً وذهباً"، فكان يبيع ويشتري ويربح، حتى صار من أغنى أغنياء المسلمين وأكثرهم مالاً،[١] وقد بقي من ماله بعد وفاته ألف بعير، وثلاثة آلاف شاة، ومئة فرس، وعشرين ناضحاً؛[٢] والناضح: هو البعير أو الثور أو الحمار الذي يستقى عليه الماء.[٣]


تجارة عبد الرحمن بن عوف

لم تكن التجارة عند عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- بن عوف عملاً وسعياً لجمع المال، وإنما للعيش الشريف، ويظهر ذلك واضحاً في قصته عندما آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين الصحابي الجليل سعد بين الربيع، فعرض عليه سعد نصف ماله، وأن يختار إحدى زوجتيْه فيطلّقها ويتزوجها، فرفض ذلك كله، ودعا له بالبركة بالمال والأهل، وطلب منه أن يدلّه على السوق، فذهب ورجع من السوق ومعه بعض من السمن واللبن، ثم غدا يبيع ويشتري ويربح.[٢]


فهذا مما يدل على شدة التعفف وعزة النفس عنده -رضي الله عنه-، والنزاهة عن قبول الصدقة والعيش من مال الآخرين، ومدى حرصه على التكسّب بجهده وتعبه، وتفضيله أن يعمل بمهنة أو حِرفة ويعيش من ماله ورزقه، وقد عوّضه الله -تعالى- من واسع كرمه وفضله، حتى أصبح من الصحابة ذوي الغنى والثراء.[٤][١]


كرم عبد الرحمن بن عوف وجوده

كان -رضي الله عنه- غنياً شاكراً لله -عزّ وجلّ- على منّه عليه بسعة المال والرزق، فقد اشتهر بالجود والكرم والعطاء، وشدة الحرص على الإنفاق في سبيل الله، وكثرة التصدق في وجوه الخير، حيث رُوي عنه أنه كلما زاد ماله زاد مقدار إنفاقه، فبعد أن تصدق بأربعة آلاف صار يتصدق بأربعين ألف دينار ثم حمل على خمسمائة فرس ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة، وكل ذلك في سبيل الله.[٥]


وتصدق في يوم العسرة، وهي غزو تبوك، بأربعة آلاف دينار وكان نصف ماله، وكان يتصدق على الفقراء والمساكين، فقد قيل أنه باع -رضي الله عنه- أرضاً بأربعين ألف دينار، فرّقها على أهله من بني زُهرة وأمهات وفقراء المسلمين.


وكان يتعهّد أمهات المؤمنين -رضي الله عنهنّ- بالإنفاق السخيّ؛ حيث أوصى قبل وفاته بحديقةٍ لأمهات المؤمنين بيعت بأربعمائة ألف، وأعتق -رضي الله عنه- في يومٍ واحد ثلاثين عبداً، كما وأوصى -رضي الله عنه- قبل وفاته بخمسين ألف دينار في سبيل الله -تعالى-، وألف فرس، وأربعمائة دينار لكل من بقي ممن شهدوا بدراً حتى وصل نصيباً من الوصية للخليفة عثمان بن عثمان -رضي الله عنه-


المراجع

  1. ^ أ ب "عبد الرحمن بن عوف"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 569. بتصرّف.
  3. "معنى (الناضح)"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2022. بتصرّف.
  4. موسى العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 189-190. بتصرّف.
  5. "عبد الرحمن بن عوف "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2022. بتصرّف.