قافلة عبد الرحمن بن عوف
ذُكر في إنفاق عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- وكرمه، قافلته التجارية التي قدمت من بلاد الشام إلى المدينة المنورة، وجعلها كلها صدقة في سبيل الله -تعالى-، بما فيها من الأحمال والمتاع، حيث كانت قافلته مكونة من سبعمائة راحلة، وقيل خمسمائة، تحمل البُرّ والدقيق والطعام، وقيل أنه لما دخلت هذه القافلة المدينة سُمع لأهلها رجّة. [١][٢]
وقد كان عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- من أغنى أغنياء المسلمين، ومن أمهر التجار، حيث وسع الله -تعالى- في رزقه، وبارك في ماله، ووفقّه في تجارته، حتى عُرف -رضي الله عنه- بثروته الكبيرة، وكان -رضي الله عنه- رجلاً كريماً معطاءً، شديد الحرص على إنفاق ماله في سبيل الله -تعالى-، كثير التصدق في وجوه الخير.[٣]
مواقف من إنفاق عبد الرحمن بن عوف وبذله
اشتهر -رضي الله عنه- في بذله وإنفاقه في وجوه الخير، وشدة كرمه وجوده، حتى قيل عنه: "أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله، ثُلث يقرضهم، وثُلث يقضي عنهم ديونهم، وثلث يصِلَهم ويُعطيهم"، وله العديد من المواقف والأحداث التي تدل على ذلك، من أبرزها ما يلي:[٤][٥]
- باع -رضي الله عنه- أرضاً بأربعين ألف دينار، فرّقها على أهله من بني زُهرة وأمهات المسلمين وفقراء المسلمين.
- قدّم -رضي الله عنه- خمسمائة فرس لجيوش الإسلام، وفي يوم آخر قدّم ألفاً وخمسمائة راحلة.
- تصدّق -رضي الله عنه- بنصف ماله أربعة آلاف دينار، حتى قال ناس من المنافقين عنه: "إن عبد الرحمن لعظيم الرياء".
- أعتق -رضي الله عنه- ثلاثين ألف بيت.
- أنفق -رضي الله عنه- في غزوة تبوك ثمانية آلاف من الدراهم.[٦]
- أعتق -رضي الله عنه- في يومٍ واحد ثلاثين عبداً.[٧]
وكان -رضي الله عنه- كلما زاد غناؤه وماله زاد إنفاقه وكرمه؛ فقد قيل أنه تصدّق في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشطر ماله أربعة آلاف، ثم تصدّق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله؛ وكان عامة ماله من التجارة.[٨]
وصية عبد الرحمن بن عوف في ماله
خلّف -رضي الله عنه- بعد وفاته مالاً كثيراً وثروة كبيرة، فترك ألف بعير وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس ترعى بالبقيع، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحاً، وورثت كل واحدة من زوجاته الأربع ثمانين ألفاً،[٩] أو ثلاثة وثمانين ألفًا،[٥] وقد أوصى -رضى الله عنه- قبل وفاته بالإنفاق من ماله، ومن ذلك:[٤]
- أوصى -رضي الله عنه- بحديقةٍ لأمهات المؤمنين بيعت بأربعمائة ألف دينار.[١٠]
- أوصى -رضي الله عنه- بخمسين ألف دينار في سبيل الله، فكان الرجل يعطى منها ألف دينار.
- أوصى -رضي الله عنه- بأربعمائة دينار لكل من بقي ممن شهدوا بدراً حتى وصل للخليفة عثمان بن عثمان نصيباً من الوصية.
المراجع
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 76. بتصرّف.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 475. بتصرّف.
- ↑ "عبد الرحمن بن عوف "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 570-571. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 475. بتصرّف.
- ↑ موسى العازمس، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 280-281. بتصرّف.
- ↑ شهاب الدبن النويري، نهابة الأرب في فنون الأدب، صفحة 452. بتصرّف.
- ↑ محب الدين الطبري، الرياض النضرة في مناقب العشرة، صفحة 311. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد البرّ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 847. بتصرّف.
- ↑ "عبد الرحمن بن عوف "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2022. بتصرّف.