التعريف بأسماء بنت عميس
هي أسماء بنت عميس الخثعميّة، وتُكنّى بأم عبد الله، وقد هاجرت -رضي الله عنها- الهجرتيْن إلى الحبشة وإلى المدينة، وهي أخت أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- لأمّها، وأمّ أسماء هي هند بنت عوف الجرشية،[١] وقيل: خولة بنت عوف، وقد تزوّج أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- ثلاثٌ من الصحابة الأشراف -رضوان الله عليهم-، وبيان ذلك فيما يأتي:[٢]
- جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنها-
كانت أسماء -رضي الله عنها- زوجةً لجعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد هاجرت معه إلى الحبشة، وأنجبت له عبد الله، وعوناً، ومحمَّداً، وفي السنة السابعة للهجرة هاجرت معه إلى المدينة، وظلّت معه إلى أن استشهد -رضي الله عنه- في غزوة مؤتة.
- أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه-
بعد أن استشهد جعفر -رضي الله عنه- زوّج النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا بكرٍ -رضي الله عنه- لأسماء بنت عميس يوم حُنَين، وأنجبت له محمَّداً، وكان ذلك في وقت إحرامها في حجّة الوداع، وبعد مدَّةٍ تُوفّي أبو بكر -رضي الله عنه-، وكان قد أوْصى أن تُغسّله زوجته أسماء -رضي الله عنها-، ففعلت.
- علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-
بعد وفاة أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه- بمُدّة تزوّج علي بن أبي طالب بأسماء بنت عميس -رضي الله عنهما-، وتُوفّيت -رضي الله عنها- بعده.
من مواقف أسماء بنت عميس
ذات يومٍ ذهبت أسماء بنت عميس لزيارة حفصة بنت عمر -رضي الله عنها-، ثمّ جاء عمر -رضي الله عنه- إلى حفصة وسأل عن الزائرة، فأخبرته حفصة بأنّها أسماء بنت عميس، فقال لها عمر: "سبقناكم بِالْهِجْرَةِ، فَنحْن أَحَق برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْكُم"، فغضبت أسماء -رضي الله عنها- وقالت: "كلا، وَالله كُنْتُم مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم، وَكُنَّا فِي دَار أَو فِي أَرض العدى الْبغضَاء فِي الْحَبَشَة، وَذَلِكَ فِي كتاب الله وَفِي رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم-.[٣]
ثمّ حلفت أسماء يميناً أن لا تأكل ولا تشرب حتى تسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فلمّا قدِم النبيّ الكريم أخبرته أسماء بمقولة عمر -رضي الله عنه-، فسأل -عليه الصلاة والسلام- صاحبه عمر عمّا قال، فقال له كذا وكذا، فقال النبيّ الكريم لأسماء بنت عميس: (ليسَ بأَحَقَّ بي مِنكُمْ، وله ولِأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ واحِدَةٌ، ولَكُمْ أنتُمْ -أهْلَ السَّفِينَةِ- هِجْرَتَانِ)،[٤] ففرحت أسماء -رضي الله عنها- بذلك فرحاً شديداً.[٣]
وكانت -رضي الله عنها تقول عن هذا الحديث: "فَلقَدْ رَأَيْتُ أبَا مُوسَى وأَصْحَابَ السَّفِينَةِ يَأْتُونِي أرْسَالًا، يَسْأَلُونِي عن هذا الحَديثِ، ما مِنَ الدُّنْيَا شيءٌ هُمْ به أفْرَحُ ولَا أعْظَمُ في أنْفُسِهِمْ ممَّا قالَ لهمُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ".[٥]
مناقب أسماء بنت عميس
تميّزت الصحابية الكريمة أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- بالعديد من المناقب والفضائل، ومن أبرزها ما يأتي:[٦]
- كانت -رضي الله عنها- من السابقات للإسلام، فقد أسلمت قبل أن يدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى دار الأرقم في مكّة.
- هاجرت -رضي الله عنها- الهجرتين؛ للحبشة وللمدينة، ومدح النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بأهل السفينة الذين هاجروا الهجرتين.
- تزوّجها خيرة الصحابة -رضوان الله عليهم- كما بيّنا سابقاً؛ وذلك لعظيم فضلها وإيمانها وهجرتها ومكانتها في الإسلام.[٧]
- كانت -رضي الله عنها- امرأةً حكيمة، فقد رأى عليّ ابن أخيه جعفر يتشاجر مع ابن أبي بكر، ويتفاخر كلٌّ منهما على الآخر بأنّ أباه أفضل، وقد كانا صغيريْن، فما كان من علي -رضي الله عنها- إلا أن استدعى أسماء لتقضي بينهما بحكمتها، فقالت -رضي الله عنها- بفكرها الحاضر وحكمتها البالغة: "ما رأيتُ شابًّا من العرب خيرًا من جعفر، ولا رأيت كهلاً خيرًا من أبي بكر"، وبذلك انتهت المشاجرة بين ابنيْها.[٨]
- كانت -رضي الله عنها- أوّل مَن أشار باستخدام نعش المرأة، إذ يقول الشعبي -رحمه الله-: "أَوَّلُ مَنْ أَشَارَ بِنَعْشِ المَرْأَةِ -يَعْنِي المُكَبَّةُ- أَسْمَاءُ، رَأَتِ النَّصَارَى يَصْنَعُوْنَهُ بِالحَبَشَةِ".[٩]
المراجع
- ↑ "أسماء بنت عميس"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 4/6/2023. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في السنة وفقهها، صفحة 2194-2196، جزء 4. بتصرّف.
- ^ أ ب النسائي، فضائل الصحابة، صفحة 87. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:4230، صحيح.
- ↑ ابن الجوزي، صفة الصفوة، صفحة 336، جزء 1.
- ↑ خير الدين الزركلي، الأعلام، صفحة 306، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ علي بن عمر بادحدح، دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح، صفحة 28، جزء 126. بتصرّف.
- ↑ د. خاطر الشافعي، "أين نحن من نساء السلف؟!"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 4/6/2023. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 284، جزء 2.