منزلة الصحابة في الجنة
إنَّ الجنة درجات ومنازل، ويتفاوت أهل الجنة فيها، وهذا التفاوت والتفاضل في الدرجات والمنازل في الجنة عند الله -سبحانه وتعالى- يكون حسب التفاوت في الأعمال الصالحة في الحياة الدنيا، ولا يستطيع أهل الدرجات الدنيا تحقيق ما وصله أهل الدرجات العليا لعدم قيامهم بنفس أعمالهم،[١] ولا شك أنَّ من أعلى وأعظم هذه الدرجات منزلة؛ هي درجة الفردوس الأعلى وهي درجة الأنبياء والمرسلين، وأعلى درجة الفردوس الأعلى هي درجة الوسيلة التي هي منزلة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-،[٢] ولصحابة رسول الله وخلفائه الراشدين مقام ورتبة عظيمة بعد رتبة النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ فهم رضوان الله عليهم اتبعوا الرسول خير اتباع وآمنوا به وصدقوه ونصروه وجاهدوا في سبيل دعوته، لذلك هم خير الناس وأشرفهم بعد الأنبياء والمرسلين،[٣] قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.[٤]
أول صحابي يدخل الجنة
إنّ أول من يدخل الجنة من الصحابة بعد الرسول محمد -صلى الله عليه وسلّم- هو أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-،[٥] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (أتاني جبريلُ فأخذَ بيدي فأراني بابَ الجنَّةِ الَّذي تدخلُ منْهُ أمَّتي فقالَ أبو بَكرٍ يا رسولَ اللَّهِ وددتُ أنِّي كنتُ معَكَ حتَّى أنظرَ إليْهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أما إنَّكَ يا أبا بَكرٍ أوَّلُ من يدخلُ الجنَّةَ من أمَّتي)،[٦] كما أنَّه يدعى من جميع أبواب الجنة،[٥] فقد روي أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن أنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِن شيءٍ مِنَ الأشْياءِ في سَبيلِ اللَّهِ، دُعِيَ مِن أبْوابِ، - يَعْنِي الجَنَّةَ، - يا عَبْدَ اللَّهِ هذا خَيْرٌ، فمَن كانَ مِن أهْلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِن بابِ الصَّلاةِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الجِهادِ دُعِيَ مِن بابِ الجِهادِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِن بابِ الصَّدَقَةِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصِّيامِ دُعِيَ مِن بابِ الصِّيامِ، وبابِ الرَّيّانِ، فقالَ أبو بَكْرٍ: ما علَى هذا الذي يُدْعَى مِن تِلكَ الأبْوابِ مِن ضَرُورَةٍ، وقالَ: هلْ يُدْعَى مِنْها كُلِّها أحَدٌ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: نَعَمْ، وأَرْجُو أنْ تَكُونَ منهمْ يا أبا بَكْرٍ).[٧]
نبذة عن أبي بكر الصديق
هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي، وأمه سلمى بنت صخر، وابنته عائشة الصديقة أم المؤمنين زوجة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، لقّب بالصديق لأنَّه أول من صدّق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وآمن به و لزم تصديقه، كما له ألقاب أخرى مثل الأتقى الذي ذكر في القرآن الكريم،[٨] قال تعالى:{وَسَيُجَنَّبُهَا الأتْقَى}،[٩] وهو أول من أسلم من الرجال.[١٠]
دور أبي بكر الصديق في خدمة الإسلام
يحتل الصديق -رضي الله عنه- مكانةً عظيمةً في الإسلام، فهو خير الأمة الإسلامية بعد النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم-،[١١] كما أنَّ له فضلًا كبيرًا في خدمة الإسلام والمسلمين؛ فقد أفنى بأمواله كلها في سبيل الله لخدمة جيوش المسلمين وفي عتق رقاب العبيد، وشارك مع الرسول -عليه الصلاة والسلام- في العديد من الغزوات والمعارك، وكان رفيقه في الهجرة، وفي الطريق كان يسير أمامه حمايةً له وخوفًا عليه من أذى الأعداء والمشركين، إضافةً إلى دوره الكبير والأعمال والمواقف الجليلة التي قام بها بعد توليه الخلافة بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلّم-.[١٢]
المراجع
- ↑ "درجات الجنة"، طريق الإسلام، 28/9/2015، اطّلع عليه بتاريخ 5/5/2021. بتصرّف.
- ↑ موقع الإسلام سؤال وجوال (19/4/2017)، "هل يمكن لأحد في الجنة ، أن يكون في مرتبة أعلى من الأنبياء ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/5/2021. بتصرّف.
- ↑ الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر (21/9/2016)، "منزلة الصحابة في الدين [1"]، الألوكة الشرعية ، اطّلع عليه بتاريخ 5/5/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:110
- ^ أ ب أبو الهيثم محمد درويش (27/9/2020)، "مع الصديق رضي الله عنه - الصديق أول من يدخل الجنة من الأمة ويدعى من جميع الأبواب"، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 6/5/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:4652، سكت عنه أبو داود وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3666، حديث صحيح.
- ↑ علي بن محمد الصلابي (23/7/2019)، "أبو بكر الصديق - أولاً: اسمه ونسبه وكنيته وألقابه"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 5/5/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الليل، آية:17
- ↑ الموسوعات الثقافية المدرسية (8/4/2015)، "أبو بكر الصديق [1 رضي الله عنه"]، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 5/5/2021. بتصرّف.
- ↑ إسلام ويب (6/2/2018)، "ماذا قدم أبو بكر الصديق للإسلام باستخدام علم النسب؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/5/2021. بتصرّف.
- ↑ أ. د. عبدالله بن محمد الطيار (9/2/2010)، "أبو بكر الصديق والرسول صلى الله عليه وسلم "، الألوكة الشرعية ، اطّلع عليه بتاريخ 5/5/2021. بتصرّف.