أبو عبيدة الجراح

هو عامر بن عبد الله بن الجرّاح، بن هلال بن أُهَيْب بن ضبة بن الحارث بن فِهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معدّ بن عدنان القرشيّ الفهري المكيّ، يجتمع مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- في النسب في فِهر، ولد قبل الهجرة بقرابة أربعين سنة، وقيل في وصف شكله -رضي الله عنه- أنَّه كان: "رجلًا نحيفاً، معْرُوق الوجه، خفيف اللحية، طوالاً، أَجْنأ، أثرم الثنيتين"، وقال ابن أثير -رحمه الله- في وصف: "كان أهتمَ، وسبب ذلك أنه نزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من المغفر يوم أُحدٍ، فانتُزِعتْ ثَنيَّتاه فحسّنتا فاه، فما رُئيَ أهتمٌ قطُّ أحسن منه".[١]



لقب الصحابي أبو عبيدة الجراح

أمين الأمة

كان أبو عبيدة -رضي الله عنه- من الصحابة الأوائل الذين دخلوا بالإسلام، فقد أسلم على يدي أبو بكر الصديق -رضي الله عنهما- بعد يومٍ من إسلامه، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد أطلق عليه لقب أمين الأمة، حيث روى حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- فقال: (جاءَ العاقِبُ والسَّيِّدُ صاحِبا نَجْرانَ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يُرِيدانِ أنْ يُلاعِناهُ، قالَ: فقالَ أحَدُهُما لِصاحِبِهِ: لا تَفْعَلْ؛ فَواللَّهِ لَئِنْ كانَ نَبِيًّا فَلاعَنَّا، لا نُفْلِحُ نَحْنُ ولا عَقِبُنا مِن بَعْدِنا، قالا: إنَّا نُعْطِيكَ ما سَأَلْتَنا، وابْعَثْ معنا رَجُلًا أمِينًا، ولا تَبْعَثْ معنا إلَّا أمِينًا، فقالَ: لَأَبْعَثَنَّ معكُمْ رَجُلًا أمِينًا حَقَّ أمِينٍ، فاسْتَشْرَفَ له أصْحابُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قُمْ يا أبا عُبَيْدَةَ بنَ الجَرَّاحِ، فَلَمَّا قامَ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا أمِينُ هذِه الأُمَّةِ).[٢][٣]


ولهذا ذكرت بعض الروايات أنّ عمر بن الخطاب كان قد استخلف أبو عبيدة الجراح بعد وفاته، فقد رُوي في ذلك: (لمَّا بلَغَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ سَرْغَ حُدِّث أنَّ بالشامِ وباءً شديدًا، قال: بلَغَني أنَّ شدَّةَ الوباءِ في الشامِ، فقلتُ: إنْ أدرَكَني أجَلي وأبو عُبيدةَ بنُ الجرَّاحِ حيٌّ، استَخلَفتُه، فإنْ سأَلَني اللهُ: لمَ استَخلَفتَه على أُمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قلتُ: إنِّي سَمِعتُ رسولَك صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ لكلِّ نبيٍّ أمينًا، وأميني أبو عُبيدةَ بنُ الجرَّاحِ، فأنكَرَ القومُ ذلك، وقالوا: ما بالُ عُلْيَا قُريشٍ؟! -يَعْنُونَ بَني فِهرٍ- ثمَّ قال: فإنْ أدرَكَني أجَلي، وقد تُوُفِّيَ أبو عبيدةَ).[٤][٥]


أبرز صفات أبي عبيدة بن الجراح

كان لتربية النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للصحابة -رضي الله عنهم- الأثر البالغ في تشكّل صفاتهم الشخصية، وفيما يأتي أبرز صفات شخصية أبي عبيدة عامر بن الجراح:[٦][٣]

  • التفاني في الدفاع عن النبيّ عليه الصلاة والسلام.
  • التواضع؛ فقد كان أبو عبيدة أميراً على الشام، فخطب فقال: (واللهِ ما منكم أحدٌ يَفْضُلُني بتُقًى إلا وددتُ أني في سلامِه).[٧]
  • حسن القيادة ومشاورة الجنود.
  • الثبات في ميدان المعركة.


المراجع

  1. د. علي أحمد عبدالباقي (26/10/2019)، "سلسلة نبلاء الأعلام: أبو عبيدة بن الجراح"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2021.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:4380، حديث صحيح.
  3. ^ أ ب "أبو عبيدة بن الجراح"، طريق الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 19/4/2021. بتصرّف.
  4. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:108، حديث حسن لغيره.
  5. " أبو عبيدة بن الجراح "، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 19/4/2021. بتصرّف.
  6. يحيى بن موسى الزهراني، "أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 19/4/2021. بتصرّف.
  7. رواه ابن حجر العسقلاني، في الإصابة، عن ثابت البناني، الصفحة أو الرقم:254، حديث إسناده جيد.