لقب طلحة بن عبيد الله

كان طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- يُلقّب بالعديد من الألقاب التي كانت مٌنبثقة من أفعاله وأحواله ومنها: الفصيح، والمليح، والصبيح، إلّا أنّه قد حظي بألقاب أخرى كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد سمّاه بها لما اتّصف به -رضي الله عنه- من الكرم والجود والسخاء، وهذه الألقاب كما يأتي:[١][٢]

  • طلحة الخير: وقد سمّاه به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في غزوة أحد.
  • طلحة الفياض: وقد سمّاه به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في غزوة العسرة.
  • طلحة الجود: وقد سمّاه به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في غزوة خيبر.


نبذة عن طلحة بن عبيد الله

هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي، وأمّه الصعبة بنت عبد الله الحضرمي وكانت من اليمن وقد أسلمت ونالت شرف الهجرة، وكان طلحة -رضي الله عنه- يُكنّى بأبي محمد،[٣] وقد كان له أحد عشر ولداً وهم: محمد، وعمران، والسجاد، وموسى، ويعقوب، واسماعيل، ويحيى، ويوسف، وزكريا، وعيسى، وصالح، وأربعة بنات وهنّ: عائشة، ومريم، والصعبة، وأم اسحاق، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فكان ثامن من أسلم،[٣][٤] وقد امتاز -رضي الله عنه- بالعديد من المناقب ومنها ما يأتي:[٥]

  • أحد المبشرين بالجنة: وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: (عشْرةٌ في الجنةِ : النبيُّ في الجنةِ ، وأبو بَكرٍ في الجنةِ)،[٦] إلى قوله (وطلْحَةُ في الجنةِ).[٦]
  • كونه شهيدا يمشي على الأرض: وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: (من سرَّه أن ينظُرَ إلى شهيدٍ يمشي على وجهِ الأرضِ فلينظُرْ إلى طلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ).[٧]
  • كونه من البدريين: فقد أوجب له رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أجره وسهمه في غزوة بدر، رغم أنّه لم يُشارك فيها؛ وذلك لأنّ رسول لله كان قد أرسله مع سعيد بن زيد نحو طريق الشام بغية تحسّس الأخبار ومعرفتها، وممّا لا شكّ فيه أنّ ذلك يعدّ نوعاً من المشاركة في الغزوة.[٣]


كرم طلحة بن عبيد الله

امتاز طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- بمكارم أخلاقه واقتدائه بهدي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقد كان حليماً، ورعاً، زاهداً، متواضعاً، إلّا أنّ أكثر ما امتاز واشتُهر به هو شدة كرمه وجوده وسخائه، حيث كان -رضي الله عنه- من أغنياء الصحابة الذين عملوا في التجارة في ريعان شبابهم، وقد سجّل له التاريخ العديد من المواقف التي أظهرت شدة كرمه وجوده ومنها ما يأتي:[٨]

  • كان طلحة -رضي الله عنه- قد باع أرضاً له بسبعمائة ألف، فكان ذلك سبباً في أن يُصيبه الأرق والسهر ليلاً؛ لكون المال عنده في البيت، فانتظر طلوع الفجر بفارغ الصبر، ثمّ عمد إلى توزيعها وتقسيمها.
  • كان طلحة -رضي الله عنه- حريصاً على إرسال عشرة آلاف درهم من ماله في كل عام إلى أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- لتوزّعها على الفقراء والمساكين.[٩]
  • كان طلحة -رضي لله عنه- يعمد إلى قضاء دين الغارمين وسداده لا سيما إن كان الغارم من قومه بني تيم، حيث كان قد دفع ثلاثين ألفاً سداداً لدين أحدهم.[٩]
  • كان طلحة -رضي الله عنه- قد اشترى بئراً لسقي المسلمين منه.[١٠]
  • كان طلحة -رضي الله عنه- قد افتدى عشرة من أسرى بدر بماله.[١٠]


جهاد طلحة بن عبيد الله في غزوة أحد

كان طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- من الفئة القليلة التي ثبتت مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في غزوة أحد، فقد أبلى -رضي الله عنه- بلاءً حسناً في الدفاع عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حتى أُصيب بخمس وسبعين طعنة،[١١] وشُلّت يده التي كان يدافع بها عن رسول الله وقُطعت أصابعه، وقد ثبت ذلك عن قيس بن أبي حازم -رضي الله عنه- قال: (رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ الَّتي وقَى بها النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ شَلَّتْ)،[١٢][١٣] كما كان -رضي الله عنه- قد عمد إلى حمل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على ظهره ليُمكِّنه من الصعود على صخرة لمتابعة سير المعركة فقال له رسول الله حينها: (أَوجبَ طَلحةُ)،[١٤][١٥] أي وجبت له الجنة، وقد استشهد -رضي الله عنه- في معركة الجمل سنة ست وثلاثين للهجرة وكان يبلغ من العمر اثنين وستين سنة وقيل أربع وستين، وتمّ دفنه في البصرة.[١٦][١٧]

المراجع

  1. حافظ أسدرم، طلحة بن عبيد الله، صفحة 24. بتصرّف.
  2. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 30. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "طلحة بن عبيد الله"، قصة اسلام ، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 28-9-2021. بتصرّف.
  4. حافظ أسدرم، طلحة بن عبيد الله، صفحة 26. بتصرّف.
  5. محمد عويضة، فصل الخطاب في الوهد والرقائق والآداب، صفحة 534-536. بتصرّف.
  6. ^ أ ب رواه الالباني، في صحيح الجامع، عن سعيد بن زيد، الصفحة أو الرقم:4010 ، صحيح.
  7. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:126 ، صحيح.
  8. حافظ أسدرم، طلحة بن عبيد الله، صفحة 64-68. بتصرّف.
  9. ^ أ ب محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 538. بتصرّف.
  10. ^ أ ب الذهبي، سير اعلام النبلاء، صفحة 30-31. بتصرّف.
  11. اسماعيل الأصبهاني، سير السلف الصالحين، صفحة 220. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن قيس بن أبي حازم، الصفحة أو الرقم:3724 ، صحيح.
  13. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 26. بتصرّف.
  14. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن الزبير بن العوام، الصفحة أو الرقم:3738، حسن.
  15. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تميز الصحابة، صفحة 431. بتصرّف.
  16. اسماعيل الأصبهاني، سير السلف الصالحين، صفحة 221. بتصرّف.
  17. أحمد الأصبهاني، معرفة الصحابة، صفحة 98. بتصرّف.