عبد الرحمن بن عوف

هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث، بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب، بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، كنيته أبو محمد، وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، وبعد إسلامه سمّاه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عبد الرحمن، وأمّه الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث، بن زهرة بن كلاب، وكانت من المهاجرات، ولد -رضي الله عنه- سنة أربع وأربعين قبل الهجرة، وقد أسلم عبد الرحمن مبكراً قبل دخول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- دار الأرقم، ولعبد الرحمن بن عوف عشرة أبناء: محمد، وإبراهيم، وحميد، وزيد، وأبو سلمة، ومصعب، وسهيل، وعثمان، وعمر، والمسور، سوى البنات اللائي كنّ له، هاجر -رضي الله عنه- الهجرتين، وحضر بدراً والمشاهد كلّها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتوفي -رحمه الله تعالى- في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد دُفن في مقبرة البقيع بعمر خمس وسبعين عاماً.[١]


إسلام عبد الرحمن بن عوف

أسلم الصحابي عبد الرحمن بن عوف على يد أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه، وكان ذلك قبل دخول النبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم- دار الأرقم، فكان الصدِّيق يجلس مع عبد الرحمن -رضي الله عنهما- يحدّثه عن الإسلام، ويقرأ عليه من القرآن الكريم، حتى أسلم على يديه مع عبد الرحمن كلٌ من: الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، فأخذهم أبو بكرٍ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأنبأهم بالإسلام وحقيقة القرآن حتى آمنوا -رضي الله عنهم- أجمعين، وكان يبلغ عبد الرحمن بن عوف حينها ثلاثين عاماً، وقد هاجر مع النبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم-، وآخى بينه وبين سعد بن الربيع -رضي الله عنهما-، فيروي الحديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- فيقول: (قَدِمَ عَلَيْنَا عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ، وآخَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَهُ وبيْنَ سَعْدِ بنِ الرَّبِيعِ، وكانَ كَثِيرَ المَالِ، فَقالَ سَعْدٌ: قدْ عَلِمَتِ الأنْصَارُ أنِّي مِن أكْثَرِهَا مَالًا، سَأَقْسِمُ مَالِي بَيْنِي وبيْنَكَ شَطْرَيْنِ، ولِي امْرَأَتَانِ فَانْظُرْ أعْجَبَهُما إلَيْكَ فَأُطَلِّقُهَا، حتَّى إذَا حَلَّتْ تَزَوَّجْتَهَا، فَقالَ عبدُ الرَّحْمَنِ: بَارَكَ اللَّهُ لكَ في أهْلِكَ، فَلَمْ يَرْجِعْ يَومَئذٍ حتَّى أفْضَلَ شيئًا مِن سَمْنٍ وأَقِطٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ إلَّا يَسِيرًا حتَّى جَاءَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعليه، وضَرٌ مِن صُفْرَةٍ، فَقالَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَهْيَمْ. قالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأنْصَارِ، فَقالَ ما سُقْتَ إلَيْهَا؟. قالَ: وزْنَ نَوَاةٍ مِن ذَهَبٍ، أوْ نَوَاةً مِن ذَهَبٍ، فَقالَ: أوْلِمْ ولو بشَاةٍ).[٢][٣]


فضائل عبد الرحمن بن عوف

كان لعبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- مناقب عديدة وفضائل كثيرة، وفيما يأتي ذكر بعضها:[٤]

  • إنفاقه: عُرف عبد الرحمن بن عوف بثروته الكبيرة، وكان -رضي الله عنه- كلّما زاد غناءه زاد إنفاقه، فيروى أنّه باع شيئاً بأربعين ألفاً وقسّمه على نساء -النبيّ صلّى الله عليه وسلّم-، فقالت عاشة رضي الله عنها: (لا يحنو عليكُنَّ بعدي إلا الصابِرونَ سقى اللهُ ابنَ عوفٍ سَلسبيلَ الجنةِ).[٥]
  • أحد العشرة المبشرين بالجنة: فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (عشرةٌ في الجنةِ: النبيُّ في الجنةِ، وأبو بكرٍ في الجنةِ، وعمرُ في الجنةِ، وعثمانُ في الجنةِ، وعليٌّ في الجنةِ، وطلحةُ في الجنةِ، والزبيرُ بنُ العوامِ في الجنةِ، وسعدُ بن مالكِ في الجنةِ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ في الجنةِ، وسعيدُ بنُ زيدٍ في الجنةِ).[٦]
  • صلّى في النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إماماً: فقد كان مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في سفر، وكان قد ذهب -عليه الصلاة والسلام- لقضاء حاجته، فدخل وقت الصلاة ليدرك النبيّ أصحابه يصلّون وقد قدموا عبد الرحمن -رضي الله عنه- للإمامة، فيُروى في ذلك: (أدْرَكَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ فَصَلَّى مع النَّاسِ الرَّكْعَةَ الآخِرَةَ، فَلَمَّا سَلَّمَ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ قامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُتِمُّ صَلاتَهُ فأفْزَعَ ذلكَ المُسْلِمِينَ فأكْثَرُوا التَّسْبِيحَ فَلَمَّا قَضَى النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلاتَهُ أقْبَلَ عليهم، ثُمَّ قالَ: أحْسَنْتُمْ، أوْ قالَ: قدْ أصَبْتُمْ).[٧]
  • إقرار النبيّ بصحوبية عبد الرحمن: فقد كان بين خالد بن الوليد، وبين عبد الرحمن بن عوف شيء، فسبَّه خالد، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّمَ-: (لا تَسُبُّوا أَحَدًا مِن أَصْحَابِي، فإنَّ أَحَدَكُمْ لو أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ).[٨]


المراجع

  1. مصطفى عبدالباقي (19/7/2013)، "عبدالرحمن بن عوف رضى الله عنه"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 23/4/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3781، حديث صحيح.
  3. "عبد الرحمن بن عوف"، قصة إسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 23/4/2021. بتصرّف.
  4. "عبد الرحمن بن عوف "، طريق الإسلام، 11/7/2017، اطّلع عليه بتاريخ 23/4/2021. بتصرّف.
  5. رواه السخاوي ، في الأجوبة المرضية، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:584، حديث ثابت.
  6. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن سعيد بن زيد، الصفحة أو الرقم:5416، حديث صحيح.
  7. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن المغيرة بن شعبة ، الصفحة أو الرقم:274، حديث صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2541، حديث صحيح.