عمر بن الخطاب

هو ابن عبد العزّى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عديّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشيّ العدوي، ووالدته هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومية، كان يُكنّى -رضي الله عنه- بأبي حفص، وقد لُقِّب بأمير المؤمنين، ولد عمر -رضي الله عنه- قبل البعثة النبويّة بثلاثين سنة، وقيل: ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، وقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- دائماً ما يدعو: (اللَّهمَّ أعِزَّ الدِّينَ بأحَبِّ هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إليكَ : بأبي جهلِ بنِ هشامٍ أو عُمَرَ بنِ الخطَّابِ)،[١] حتى أسلم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فكان إسلامه فاتحة خيرٍ على المسلمين، فأصبحوا يجهرون بعبادتهم وصلاتهم، أمّا عن صفاته الجسديّة؛ فقد كان -رضي الله عنه- طويلاً، جسيم القامة، أعسر، أشعر الجسم، وأصلع الرأس، شديد الحُمرة.[٢]


وفاة عمر بن الخطاب

خرج عمر -رضي الله عنه- لصلاة الفجر في السنة الثالثة والعشرين للهجرة، الموافق السادس والعشرون من ذي الحجة، وكالمعتاد بدأ -رضي الله عنه- بتسوية صفوف المسلمين للصلاة، وعند نيّته وتكبيره للصلاة، جاء رجلٌ يُسمّى أبا لؤلؤةٍ المجوسيّ بخنجرٍ مسمومٍ وطعنه عدّة طعنات، فقطّع أمعاءه، حتى سقط -رضيَ الله عنه- مغشيّاً عليه، فباشر المصليين محاولة الإمساك بالقاتل، ولكنّه قتل ستةً منهم بنفس الخنجر، وستة آخرون أصيبوا أيضاً، حتى جاء أحد الصحابة من خلفه ورمى عليه رداءه حتى سقط طريحاً على الأرض، فلما أدرك أبو لؤلؤة أنَّه لن يستطيع الهرب، طعن نفسه بالخنجر الذى طعن به الخليفة، فمات مباشرة، ثمّ قام الصحابة بحمل أمير المؤمنين إلى منزله لتطبيبه، إلّا أنَّه بقي فترة طويلة فاقداً للوعي، ولمّا أفاق -رضي الله عنه- أول ما تحدث به سألهم عن تأديتهم لصلاة الفجر، ثمّ سأل عن قاتله، فقالوا: أبو لؤلؤة، فردّ عليهم -رضي الله عنه-: "الحمد لله الذى جعل منيتى على يد رجل كافر، لم يسجد لله سجدة واحدة يحاجنى بها عند الله يوم القيامة".[٣]


رؤية عمر بن الخطاب قبل وفاته

ذكر أهل السير أنّ عمراً -رضي الله عنه- قام ذات يومٍ خطيباً في الناس، فأخبرهم برؤيةٍ كان قد رآها، فقام بينهم وحمد الله -تعالى- وأثنى عليه، وذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وذكر أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وأخبرهم أنَّه رأى في المنام أنّ ديكاً نقره نقرتين، وأوّله على قُرب أجله، وقيل: إنَّه رأى ديكاً نقره ثلاث نقراتٍ في بطنه، ثمّ أكمل حديثه: ولا أراه إلّا حضر أجلي، وبعد أن طُعِن في المسجد، تأكد من ذلك، حتى أوصى ابنه عبد الله -رضي الله عنه- بسداد جميع دينه -رضي الله عنه-.[٤]


مكان دفن عمر بن الخطاب

كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يُحب مجاورة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حتى أنَّه عندما شعر باقتراب أجله لا محال، بعث بابنه عبد الله إلى عائشة -رضي الله عنهما-، ليستأذنها بأن يُدفن مع صاحبيه، فلمّا بلغ عائشة ذلك قالت: (كنتُ أريده لنفسي، ولأوثرنَّه به اليوم على نفسي)، فدُفن -رضي الله عنه- بجاور النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وصاحبه أبو بكر الصديق -رضي الله عنهم جميعاً-.[٥]


المراجع

  1. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:6881، حديث حسن.
  2. ابن حجر العسقلاني، كتاب الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 484-485. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 929-930. بتصرّف.
  4. أبو العرب التميمي، كتاب المحن، صفحة 62-64. بتصرّف.
  5. د. إبراهيم بن محمد الحقيل (5/9/2007)، "مقتل عمر رضيَ الله عنه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2021. بتصرّف.